قال المنصور بالله عليه السلام في الشافي [1/306] وقال أبو عبدالله اليمني رحمه الله تعالى: كنت أسمع الهادي عليه السلام كثيراً ما يقول: أين الراغب وأين من يطلب العلم؟ إنما يحبنا مجاهد راغب في فضله متحرٍ ما عند الله بجهده ولعمري إنه لأكبر فروض الله على عباده وأحق ما كان من تقدمة يده، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم فبحثوا لصادفوا من يحيى علماً جمعاً.

وقال الهادي عليه السلام: يا أهل اليمن لكم عليَّ ثلاث، أن أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأن أقدمكم عند العطاء وأتقدمكم عند اللقاء ولي عليكم النصح والطاعة ما أطعت الله. والله لأن أطعتموني لا فقدتم من رسول الله إلا شخصه إن شاء الله. والله لوددت أن الله أصلح الإسلام بي وأن يدي معلقة بالثريا ثم أهوي إلى الأرض فلا أصل إلا قطعاً.

وقال صاحب سيرته عليه السلام علي بن محمد العباسي: وسمعته يوماً يقول –أي محمد بن عبيد الله: والله فقد قال يحيى بن الحسين: والله ما أعلم اليوم راية مثل راية بدر إلا رايتنا هذه ولا عصابة اجتمعت أفضل من هذه العصابة بعد من كان قبلنا، ثم قال لي: وكيف لا يكون ذلك كذلك وأنتم ترقدون لا تهمون بظلم أحد، وتقومون، فإنما همكم إظهار دين الله وإحياء كتابه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله لو لم يكن إلا ما أنتم فيه من عز المؤمنين وإخافة الظالمين لكان في ذلك الفضل العظيم. ثم قال: والله إني لأرجو أن تكونوا عند الله أفضل من ذلك.

وقال عليه السلام: والله لأسيرن بكم سيرة علوية وإلا فالنار. وفي لفظ: والله ما هي إلا سيرة محمد أو النار.

وقال: والله لو وجب الحد على أبي لأخذته منه، وقال: والله لو أنه جدي القاسم بن إبراهيم ثم وجب عليه ضرب العنق ما صليت الظهر أو أضرب عنقه. وقال في رجل اقتص له عليه السلام: والله لو ضربه ابني محمد أو أبي لاقتصصت له منه.

وقال عليه السلام شعراً:

الخيل تشهد لي وكل مثقف

بالصبر والإبلاء والإقدام

حقاً ويشهد ذو الفقار بأنني 

    

أرويت حديه نجيع طغام

إلى قوله:

حتى تذكر ذو الفقار مواقفا

من ذي المعالي السيد القمقام

جدي علي ذي الفضائل والنهى

    

سيف الإله وكاسر الأصنام

صنو الرسول وخير من وطئ الثرى

    

بعد النبي إمام كل إمام