[السيرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام]
اشتمل القرآن الكريم على ذكر سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثته إلى وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وما لقي من العناء والنصب والعراقيل في تبليغ رسالته من المشركين والمنافقين، كل ذلك مذكور في القرآن الكريم، إما تفصيلا أو إجمالاً أو إشارة، كما اشتمل القرآن أيضا على قصص كثير من الأنبياء والرسل، وما لاقوه في سبيل دعوتهم من الأذى والتعب والنصب والعراقيل، وقد قيل: إن قصص القرآن الكريم احتلت ما يقارب نسبة 25% من القرآن الكريم مما يدل على عظم شأنها في دين الإسلام وأهميتها الكبيرة في دين المسلمين، وسنذكر ما يمكننا من شأن أوجه أهميتها بالنسبة للمسلم:
1- يتبين للمسلم من الاطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان في الغاية من الكمال البشري، فما من صفة بشرية حميدة إلا وهي فيه صلى الله عليه وآله وسلم في نهاية كمالها، والفائدة في ذلك بالنسبة للمسلم: أن الطبائع البشرية تميل بحبها إلى ذوي الصفات الحميدة، وتنفر بطبعها عن ذوي الصفات القبيحة، فإذا عرف المسلم أن نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قد جمع في شخصيته كل ما يحمد من صفات الرجال، وأنه قد بلغ في كل صفة منها الغاية والنهاية مال به حبه إليه، واشتدت رغبته في التوجه إليه، وجره ذلك إلى السمع والطاعة له في ما يأمر وينهى.
2- إذا كان الحال بالنسبة للمسلم كما ذكرنا فإنه إذا علم أنه رسول من الله تعالى، وأنه لا يأمر بشىء من تلقاء نفسه إنما هو رسول مبلغ لما يوحى إليه فإن ذلك يزيد في توجهه إليه وإقباله عليه لأن حق الله أعظم.
3- إذا رأى المسلم ما كان فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون من الفقر والجوع والحاجة، وأن حياتهم كانت متاعب ومصاعب وخوف.... إلخ هان عليه ما هو فيه من البلاء والمصائب.
4- إذا رأى المسلم ما لقيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من العناء والأذى والقتل والقتال والمضايقة والخوف الطويل في سبيل دعوة الإسلام استعظم نعمة الله عليه حيث أولاه نعمة الإسلام من غير عناء ولا تعب، وأداه ذلك إلى تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه المخلصين الذين تحملوا ما تحملوا في سبيل الدين والإسلام، ورأى أن لهم عليه المنة في ذلك .
5- إذا رأى ما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته من المكروهات حتى من زوجاته وهو أكرم البشر على الله علم علماً أن الدنيا دار المحن والبلاء فتطمئن نفس المؤمن لما هو فيه من البلاء و تشتد عزيمتهم على الرضاء بالقضاء، وتنظر عين بصيرته إلى الدار الأخرى .
6- بالاطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتبين للدعاة إلى الله وإلى دينه الطريق الناجح للذي يسلكونه في دعوتهم إلى الله من بدايتها إلى نهايتها، ومعرفة ذلك إنما تحصل بمعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
7- بمعرفة السيرة يعرف سلطان المسلمين كيف يتعامل مع الأعداء من المشركين والظالمين في حالة الضعف، وحالة القوة، وكيف يتعامل مع المنافقين، وكيف يتعامل مع المؤمنين المخلصين ....الخ.
8- وبمعرفة السيرة يعرف المسلم كيف يتعامل مع السلطان العادل، ويعرف ما عليه من الحقوق له، وما يستحقه، وكيف يعامل إخوانه المؤمنين....الخ.
9- يعلم المؤمن أن النصر ليس بقوة العدد والعدة والكثرة، وأنه إنما يكون بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وصدق النية.
10- السيرة النبوية مليئة بالعبر إذا عرفها البصير أعتبر وحذر أن يقع في مثل ما وقع هناك، فيتجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث تلك الأحداث السيئة.
--------- نقل من كتاب (السيرة النبوية) للسيد العلامة/ محمد بن عبدالعظيم الحوثي------