"فَعَصَـــوْا رَسُـــولَ رَبِّهِــمْ"
إن أمة الإسلام لم تصل إلى ما وصلَت إليه إلا عندما نسيت نبيها -صلى الله عليه وآله وسلم-
عندما تخَلّت عن تلك الشخصية العظيمة التي كانت سببَ هدايتها وعزتها وكرامتها،
عندما تخلّت عن منهج الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-
يومَ أن كانت أمةُ الإسلام تقتدي بمحمد وتنهج نهج محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- استطاعت أن تنشُر دينَها، وأن تبسط عزة الإسلام وكرامته في أرجاء الأرض بالعدل والقسط الذي تعلمته من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
بالرحمة والحرص على هداية أمة كما علّمَها نبيها -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يقول الله -عز وجل- فيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
والذي أصبح الله -سبحانه وتعالى- يواسيه ويُهدِّئ من رَوْعِه؛ حيث يقول: (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ)
عندما اقتدت الأمة بنبيها -صلى الله عليه وآله وسلم- منحَها اللهُ الـ ـنصرَ والـ ـعزةَ، وأظهر دينَها على كل الأديان، وأظهره الله على الدين كله ولو كره الكافرون،
يوم كانت خير أمة أخرجت للناس كما يقول الله سبحانه وتعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُـ ـرُونَ بِالْمَـ ـعْرُوفِ وَتَنْهَـ ـوْنَ عَنِ الْمُنْـ ـكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله)
يوم أن كانت هذه الأمة تتبع خطى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فتحت شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها، وعلت راية لا إله إلا الله في أوروبا وفي أفريقيا وفي غيرها من بقاع الأرض،
ولكننا أيها الإخوة عندما تجاهلْنا نيبيَّنا محمداً-صلى الله عليه وآله وسلم- عندما ابتعدنا عن منهجه، عندما استبدلنا منهج الإسلام بمناهجَ مستورَدة، دخيلةٍ على الإسلام، زرَعَها أعادي الإسلام، وأرادوا أن تكون بديلةً لمنهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
عند ذلك وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من الذلّ والهوان، وتكالبت عليها أُممٌ كما تتكالب الأكَلَة على قصعتها.