حوار حول المولد النبوي الشريف
🛑 المتسائل: قد وصل بنا الزمان الى هذا اليوم حاملاً لنا ذكرى عظيمه، ذكرى مولد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما أعظم حديثنا في هذا اليوم.
✅ المُجيب: نعم ما أعظم يوم مولده. فقد كانت ترتقبه الملائكة والرسل الكرام، وتبشر به الكتب الإلهية السابقة؛ وما ذلك إلا للأهمية القصوى لهذا اليوم فما أعظم ما عظمه الله.
🛑 المتسائل: نحمد الله أن جعل محمداً نبينا وجعلنا من أمته، فما حقه علينا أو ما واجبنا نحوه؟
✅ المُجيب: حقه أن نعرف قدره كما عرفنا به الله في كتابه، وننزله في قلوبنا المنزلة التي أرادها له الله، ونطيعه ولا نعصيه، وندفع عنه كل إساءة في نفسه أو عرضه أو نهجه ونغرس حبه في أجيالنا، ونحفظ حقه في ذريته الحاضرين والماضين كما أوصى بذلك.
🛑 المتسائل: ماذا عن إحياء مناسبة المولد المبارك بالفعاليات المختلفة هل هو يصب في اتجاه أداء حقوقه صلى الله عليه وآله وسلم؟
✅ المُجيب: سأعدد لك بعض فوائد إحياء هذه المناسبة والذي كلها تُحيي ما أُميت من الشعور بتعظيمه: أولاً فيها رسالة لأعدائنا تخبرهم بمدى ارتباطنا بنبينا، فكلما كبرت الفعاليات وتنوعت كلما حبطت نفسيات أعدائنا الذين يسيئون لأقدس مقدساتنا، ثانياً فيها دعوة للأمة للتمسك بهدي نبيها، وتوعيتها بالتحديات التي تواجه المنهج الرسالي، وذلك عن طريق المحاضرات والقصائد والمنشورات وغيرها، ثالثاً فيها تعريف بشخصيته الكاملة وإحضارها في وجدان الحاضرين إحضاراً فاعلاً ومعاصراً يفيد في إعادة روح الإسلام الحقيقي الى واقع الأمة.
🛑 المتسائل: هذه مضامين رسالية عليا، فلماذا نجد في الناس من يقول إن إحياء المولد بدعة محتجين بأن الصحابة والتابعين لم يقيموها ولو كانوا يرون لها أهمية لما توانوا عنها.
✅ المُجيب: من يقول إنها بدعة هم أولئك الذين تعودنا منهم سماع مثل هذا ممن يؤلفون كتباً على بدعية الملعقة أو المسبحة أو الصورة وكأنها مضامين عليا للرسالة المحمدية، بينما لا يتحرجون أن يُفتوا ولو بالشرك أو الكفر في علماء مخالفين لهم ثم بجواز قتلهم.
🛑 المتسائل: ربما أن هناك من هو محتار جداً في ذلك فهل لكم أن تبينوا لنا تخريجها.
✅ المُجيب: إن عدم فعل الصحابة لها لا يقضي بأنها منكر، وذلك لأنا نرى أن هناك متغيرات تملي علينا أن نجتهد فيها آراءنا مادام لذلك تخريج على أصل ثابت، ونحن نعرف أن مجيىء المصطفى كان منة كبرى علينا ورحمة للعالمين فيما يخص الدنيا والآخرة وأن الفرح بهذا الفضل مشروع حيث قال الله: { قل بفضل الله......} وهو أيضاً من تعظيم شعائر الله وغير ذلك من التخاريج المبسوطة في الكتب فهي بدعة حسنة -على أقل أحوالها- يثاب فاعلها ولعلها في هذا الزمان مطلوبة.
🛑 المتسائل: لا شك أن لكل زمان متغيراته التي تملي علينا أن نستحدث وسائل وطرق لتحقيق أي هدف مشروع مثلما يحصل في الوقفات الاحتجاجية والمسيرات و الاعتصامات و الإضرابات وغيرها، ولكن عندي معلومة تقول إن يوم وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) هو يوم مولده فكيف يتم لنا الفرح والابتهاج والحال هذه؟
✅ المُجيب: تعلم أن محمداً هو الذي جاء بالمشروع الإلهي التنويري وأبدل الأمة بالذل عزة، وبالجهل علماً، وبالعداوة محبة وألفة، فنحن نحتفل لأجل تلك النقلة النوعية وليس لاستعادة لحظة الولادة المباركة بحدود الزمان والمكان.
🛑 المتسائل: يقول البعض أن ذلك تشبهاً بالنصارى في إحياء ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام وأن هذا قد يؤدي بنا إلى نسيان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) طيلة العام وتذكره فقط في أعياد الميلاد.
✅ المُجيب: كل الأمم تمجد عظمائها ولها طرقها ووسائلها ونحن كمسلمين عندما نحتفل بالرسول الأكرم فنحن نتحرى عمل المحاسن التي من شأنها أن تشد الناس نحو نبيها، فإن صادفت فعالية تشبه فعاليات أعياد النصارى وهي حسنة فنحن أحق بها، وأما نسيان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقية العام فهذا شأن من لا يقيم وزناً لدينه ومقدساته ولا دخل للمولد بذلك بل لعل عدم إقامة المولد يزيد من حالة الغفلة عند الكثير.
🛑 المتسائل: هنا سأقف تاركاً بعض الأسئلة لعدم وجود الفرصة الكافية فهل لديك ما تحب قوله ككلمات أخيرة؟
✅ المُجيب: وفقنا الله جميعاً إلى ما يحب ويرضى، ونبارك للجميع هذه المناسبة الكريمة.