رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القرآن
إذا وقفنا مع بعض آيات القرآن الكريم سنجده كيف يتحدث عن رسول الله محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعندما يخاطب الله الأنبياء نجده يناديهم بأسمائهم فيقول الله: (يا موسى)(يا عيسى)(يا إبراهيم)(يا آدم) لكن عندما يخاطب محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (يا أيها النبي)(يا أيها الرسول) تعظيماً لمقام النبي وتشريفاً له ثم إذا ذكره باسمه يردف ذلك بذكر النبوة أو الرسالة فيقول: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) ويقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).
وعظّمه الله سبحانه وتعالى عندما قال: (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) أي كيف لا أقسم بهذا البلد يا محمد وأنت حالٌّ فيه، فما عَظّمَ بلد مكة الحرام إلا لأن محمداً حالٌّ فيه، وكان رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله أمان البشرية من نزول العذاب كما قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
وخاطب الله تعالى المؤمنين وبيّن لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين ولن يقبل منهم إيماناً حتى يكون الرسول مرجعاً لهم في جميع أمورهم وهم راضون بذلك كما قال: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وشرّفه الله تعالى بأن رفع له ذكره كما قال: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) فقد جعل الله ذكر محمد يُرفع في كل أذانٍ وكل صلاةٍ الى يوم القيامة، ومن ذلك أنه لما قام العاص بن وائل في قريش وقال: إني شانئ محمداً وقد قطع نسله فمات ابنه إبراهيم فأنزل الله سورة تُطمئن النبي وتُبشره بالخير فقال الله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم* إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ*) فأخبر الله محمداً أنه أعطاه الخير الكثير خير الدنيا والآخرة فما عليك إلّا أن تصلي لربك وتتقرب إليه ومبغضك هو المقطوع أما أنت فذريتك باقية الى يوم القيامة.
ووصفه الله سبحانه وتعالى بأنه عظيم الأخلاق في كثير من الآيات كما قال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وغيرها من الآيات والسور التي كانت تتنزل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتطمئنه وتبشره بالخير، وتقويه على التحمل، والصبر على ما يلاقيه أثناء دعوته، وتبشره بالنصر والعزّة، وأن نهجه قائماً الى يوم القيامة، وأن الله سيجزيه على دعوته؛ فقد ادخر له الأجر الى يوم المعاد، وفي الختام أوصيكم وأوصي نفسي بالرجوع الى القرآن الكريم والاهتمام به والتدبر لآياته والتأمل لمعانيه والسير على نهجه وطريقه.