((تساؤلات حول المولد النبوي الشريف"1"))
🔴السائل: ماذا يعني المولد النبوي والاحتفال به؟
🟢يعني تجسيد شخصية الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمها، وإعلان الأمة لموقفها ودينها التي من أجله ستضحي بالروح والدم والمال، ولعمري إنها لرخيصة من أجل هذا الرسول وما جاء به، فالأمة الإسلامية تحيي بالإحتفال ضمائرها، وترسخ عقيدتها لأبنائها وأجيالها في المستقبل، وتظهر للعالم مدى اتحادها وقوتها، فهو من التعظيم لله ولشعائره كما قال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} فنحن نظهر اتباعه، ونعلن موالاته والسير على سنته وطريقته {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب}.
🔴السائل: الله سبحانه وتعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ماذا نستفيد من هذه الآية نرجو توضيح ذلك؟
🟢 أقول باختصار: الآية ترشد القارئ والسامع إن كان ممن يرجوا رضا لله سبحانه ويطمع بالفوز في الأخرة فلتكن أسوته وقدوته التي تهدي إلى طريق الجنة ورضا الله والفوز بالنعيم الأبدي (رسول الله محمد بن عبدالله) فهو القدوة الحسنة، والمثل الراقي والمنهج الوافي، والكمال البشري والموصل إلى دوام الخير ورضا الرحمن، ولو لم يكن إلا هذه الآية تدل على عظمة الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله وسلامه لكانت كافية، وحجة على الخلق وافيه، فهو قدوة في إيمانه وعلو همته، وارتفاع نفسيته، وفي أخلاقه وتواضعه، وعطفه وحنانه، وصبره وتحمله، وكل معاملاته وعبادته، فهو الذي به يقتدي، لذا كان لابد أن نجدد ذكرى مولده وهجرته ومقاماته وحياته، ودراسة سيرته التي هي التفسير الواقعي للقرآن الكريم، جعلنا الله وإياكم ممن تشرَّف بشفاعته والسير على طريقته ومنهاجه .
🔴السائل: عندما نحتفل بالمولد النبوي الشريف ما الذي ينبغي أن نتكلم عنه في هذه المناسبة العظيمة؟
🟢ينبغي أن نتحدث عن شذرات من سيرته، ولطائف من مواقفه، وندعو الناس إلى دراسة سيرة نبيهم وقائدهم، وترك الدراسة السطحية الجامدة على عدد الغزوات وتحديد الأيام ونحو ذلك.. لأن من عرف السيرة الحقيقية فقد هدي إلى صراط مستقيم، ونناقش قضايا الأمة الإسلامية ونعالجها من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وننبه إلى خطورة عدونا، وفكره، وأفعاله، وغزوه، وندعو إلى الاتحاد بين المؤمنين، والأخوة وإظهار القوة لإرهاب أعداء الدين والاهتمام بالقرآن العظيم وغير ذلك كثير....
🔴السائل: هناك معجزات ظهرت عند ولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهل يمكن أن يكون لها مقاصد يمكن أن نستفيد منها في الواقع؟
🟢إن الإرهاصات عند حدوث أي تغيير في الكون تقع في كل زمان قديماً وحديثاً والواقع يشهد بذلك، فكيف لا تكون تلك عند ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو منقذ البشرية وحامل لوائها يوم القيامة، ومبدد الظلم، ومزيل الجهل، فلم يلد في الأرض مولود في هذه الدنيا مثله قبله ولا بعده، فكانت تلك كالتنبيه لعظيم شأن المولد والابتهاج والاحتفال بالنور الذي أطل أو أشرق على العالمين، فنستفيد من مراقبة الواقع وتحولاته وإرهاصاته أن ثمَّت أمر عظيم سيظهره الله على العالمين ليتم به تعالى نعمته للعالمين..
🔴السائل: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله رحمة للعالمين ماذا يعني ذلك؟ وهل يدخل الكفار في هذه الرحمة؟! وكيف نستفيد من هذا الخُلُق العظيم مع المخالف والمؤالف؟
🟢الرحمة التي جعلها تعالى فهي لكافة العالمين ونعمة لعباده من آمن منهم ومن كفر؛ لذلك كان بشيراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين، وكما قال الله تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وقال عن رسوله العظيم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين} وقال مخاطباً أهل الكتابين يهوداُ ونصارى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} فنعمة الله جاءت للمؤمنين والكافرين إنما الكافر امتنع وعصى وجحد النعمة: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} فما كان على الأنبياء والدعاة إلى الله إلا البلاغ: {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ } {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} فمن بلغته دعوة الرسول إلى دين الإسلام فقد وجب عليهم الإستجابة لله تعالى، واتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وعلينا السير في طريقته ومنهجه من دون نظر لمؤالف ومخالف، وكبير وصغير، وسنرى النجاح والبركة والانتصار..
🔴السائل: الإساءة التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الرسوم المشوهة والفيلم الذي سمعنا عنها سابقاً؛ من خلال هذه الإساءات من قِبَل جند الشيطان لابد وأن هناك أسباب أوصلتنا إلى ذلك، فكيف نجعل من تلك الإساءات دروساً نستفيد منها؟
🟢تلك تكشف لنا عن المكائد اللعينة التي يكيدها عدونا، وهم لم يفعلوا ذلك إلا لمعرفة المدى الذي وصله المسلمون، وليعرفوا النقطة التي قد حققوها في غزوهم الفكري والأخلاقي الماكر؛ لإبعاد المسلمين عن دينهم ونبيهم، ويدعم تلك المواقف السخيفة بحسن نية -أو بسوؤها- ما انطوت عليه بعض الكتب أو التراث الذي حاولوا أن يربطوا الناس بها ففيها من التشويه للرسول ومن الإسرائيليات ما يتنزه عنها الأنبياء والمرسلون صلوات الله عليهم، ولابد من يقظة إسلامية ترد مكائد الكافرين وتهدي من آمن فتدله إلى الهدى والنجاة وتقضي على من كفر وعاند: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}.