قال السيد الهادي بن إبراهيم والوزير في (كريمة العناصر):
حكى لي سيدنا العلامة عبدالله بن الحسن الدواري -أيده الله تعالى- قال: كنا في مقام الإمام عليه السلام بمحروسة ظفار إذ دخل علينا رجل يقال له ((المعبري)) فقال: أطلب مولانا يجيبني إلى الشـرع فما هو إلا أن سمعه الإمام عليه السلام فهبط من مكان عالٍ إلى ذلك الرجل وقال عليه السلام: حباً وكرامةً لإجابة الشـرع الشـريف. أو كما قال عليه السلام، فلما رآه ذلك الرجل فعل ما فعل عظم عنده، وكان على الإمام له شيء من الدَّين.
وقال أيضاً: حكى لي الفقيه العلامة عفيف الدين ناجي بن مسعود الحملاني، وهو مما لا ريب في فضله وصدق روايته: أن رجلاً مسكيناً من مخلاف صعدة وصل إلى الإمام عليه السلام إلى ذمار طالباً شيء من فضل الإمام فشعر الإمام بحاجته وافتقده بعد ذلك، فقيل قد سار بغير شيء، فاغتم الإمام عليه السلام لذلك، ثم أنفذ رسلاً يتبعون ذلك المسكين، وعهد إليهم في إدراكه ولو بلغوا إلى مكانه ومنزله بصعدة، فسار أولئك الرسل فأدركوا ذلك المسكين في بلاد جهران أو بلاد سنحان الشك من جهتي، وقد كان أعطاهم الإمام شيئاً لذلك المسكين فأعطوه ما بأيديهم له من الإمام وأخبروه بما عهد إليهم الإمام في شأنه فعجب غاية العجب بكونه لم يظن بعد مسيره أن يُفتقد.