((قيس بن مسهر بن خالد العبدي))
كان ممن وافى الإمام الحسين عليه السلام برسائل أهل الكوفة, ثم حمل رسالة مسلم بن عقيل إلى الإمام عليه السلام بأن يعجل في القدوم إلى العراق, ويدخل الكوفة.
ولإخلاصه ووفاءه وصدقه بعثه الإمام الحسين عليه السلام رسولاً يحث الناس على استقبال الإمام الحسين عليه السلام وأنه قادم إليهم, وكان يحمل رسالة منه إلى أهل العراق, وبعد تعب وعناء وصل بالرسالة, لكن جواسيس ابن زياد –لعنه الله- كشفوا أمره فهجموا عليه فمزق الرسالة بتقطيع الكتاب, فأخذوه بالقوة حتى أوقفوه أمام ابن زياد وسأله عن الكتاب وإلى من هو فأبى أن يكلمه, ثم سأله عن سبب تمزيق الكتاب.
فلما لم يجد جواباً حلف ابن زياد ليقتلنه شـر قتله إلا أن يخبره بما في الكتاب أو يخرج فيحذر من الإمام الحسين عليه السلام ويسبه ويسب أباه أمير المؤمنين علياً عليهما السلام من على منبر المسجد, وأن يمدح يزيد وابن زياد ويدعو إليهما, فوافق تحت العذاب على الثانية.
وكان هدفه إيصال رسالة الإمام الحسين عليه السلام وإخبار الناس بما تضمنه الكتاب.
فقام في الناس خطيباً فقال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على محمد وآله ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ هَذَا الْحُسَيْنَ بن علي خير خلق الله، وهو ابن فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ، وَقَدْ فَارَقْتُهُ بالحاجر من بطن ذي الرمة، فأجيبوه واسمعوا له وأطيعوا.
ثُمَّ لَعَنَ عُبَيْدَ الله بْنَ زِيَادٍ وَأَبَاهُ، وَاسْتَغْفَرَ لِعَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ.
فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ زِيَادٍ فأُلقي مِنْ رَأَسِ الْقَصْرِ فَتَقَطَّعَ، وَيُقَالُ بَلْ تَكَسَّرَتْ عِظَامُهُ وَبَقِيَ فِيهِ بَقِيَّةُ رَمَقٍ، فَقَامَ إليه عبدالملك بن عمير البجلي فَذَبَحَهُ.
هذا ولما وصل الإمام الحسين عليه السلام مع الطرماح بن عدي سألهم الإمام عليه السلام عن قيس بن مسهر فأخبروه بقتله وما كان منه, فترقرقت عيناه بالدموع ولم يملك دمعته, ثم قرأ { فمهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب:23] اللهم اجعل لنا ولهم الجنة واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك.
---من كتاب الإمام الحسين بن علي عليه السلام أهله وأصحابه
((بحث عن عظماء الثورة الحسينية)) للسيد العلامة القاسم بن الحسن السراجي----